الى القادة والشباب

فكر المؤسس|دور السيدة زينب الرسالي في عاشوراء

محاضرة للإمام القائد السيد موسى الصدر من تسجيل صوتي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله محمد وعلى أنبياء الله المرسلين، وسلام الله على آل بيته وصحبه الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليك يا أبا عبد الله، عليك منّا سلام الله أبدًا ما بقينا وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منّا بزيارتك. السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

عظّم الله أجوركم باستشهاد سيدنا الإمام الحسين (عليه السلام) وجعلنا من المحتفلين والواعين والسالكين سبيله، والمطالبين بدمه والناصرين لتحقيق أهدافه والمتخذين منه مثلًا وسيّدًا وإمامًا في حياتنا وفي مجتمعاتنا.

ليلة التاسوعاء ونحن في أواخر هذه الذكرى يغمرنا شعور الحزن والألم، ولكن الألم الذي نحسُّ به يأبى الحسين أن يكون ألمًا عاطفيًا بل يريده ألمًا تربويًا. نتحسس ونتألم ونتحرك… نتعلم كيف يموت الإنسان كما نتعلم كيف يحيا، ونتعلم كيف أن القلّة لا تخسر المعركة بقلتها وقلّة عددها، وأن الكثرة إذا كانت في وجه الحقّ، غير مؤمنة بقضيتها، لا تنتصر. وكم لهذه اللوحة ولهذه الصورة ولهذه المدرسة من دروس وأشباه في حياتنا المعاصرة.

نحنأمام مدرسة كربلاء، هذه المدرسة التي حفظها أباؤنا وأجدادنا، هذه المدرسة التي مزجها أئمتنا (عليهم السلام)، وجعلوها قرينة بالدموع والآهات والزفرات والعواطف حتى تصبح مرتبطة بقلوبنا، دافعة لعقولنا في سبيل التفكير، ولأجسامنا في سبيل العمل في سبيل الله سبحانه وتعالى. وإلّا فماذا ينفع الحسين البكاء؟

والبكاء بمجرده وبمعزل عن العمل والاندفاع مرفوض عند الحسين نفسه. فقد ورد في سيرة الحسين ومن تركهم، ورد في سيرة سيدتنا زينب (سلام الله عليها) التي نتبرك بزيارتها وفي جوارها في هذا البلد الكريم، نقرأ في سيرتها بعد أن سقط الإمام الحسين (عليه السلام) من الفرس على الأرض، فانتبهت زينب وخرجت مستنصرة متابعة حرب أخيها، فقد كان شعاراتهم واستنصارهم وألفاظهم وأبياتهم وأناشيدهم كلّها شعارات… أنتم ترون في المظاهرات في عصرنا هذا يحمل المتظاهرون شعارات يكتبون عليها وعلى اليافطات يكتبون أهدافهم… الشعار في لسان الحسين تلك الأناشيد والكلمات والخطب التي كانوا يلقونها، وإلّا فالحسين (عليه السلام) ماذا ينفعه الماء، وقطرة من الماء من يد العدو، بعد مقتل جميع أبنائه وأهله؟

إن هذا الشعار ما هو إلّا تكريس لانتصاره ولبطلان سلوك أعدائه وكشف لجريمتهم وفضيحتهم وانحرافهم، وإبراز لنتيجة السلوك ذلك بأنهم إلى أين يصلون. ماذا يريد الحسين من طلب الماء لعليّ الأصغر، فيحمله بين السهام والسيوف والأحجار، إلّا لكي يكشف أكثر من ذي قبل وجه عدوه البشع، ونهاية من يسلك سبيل الباطل. فشعاراتهم جميعًا، استنصارهم جميعًا، دعوتهم جميعًا، إبراز لأهدافهم ليس إلّا، وإلّا فهم يعلمون بأن عدوهم الذي يستعد لقتلهم لا يرحم في المعركة الحامية.

زينب (عليها السلام) خرجت بعد سقوط الحسين عن الفرس، لا ذلًّا وحاشاها بنت عليّ أن تكون ذليلة، ولكنها مستنصرة لكشف العدو ولإبراز انحرافه وسقوطه ونهاية مطاف الباطل والمطامع. فوجّهت الخطاب لابن سعد الذي أمر بقتل الحسين، وأعلن من أنه أول من رمى معسكر الحسين، خاطبته قائلة: يا ابن سعد أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟

أقف لكي أقول لا مستنصرة بأن ابن سعد… فهي تعلم أن ابن سعد لا ينصرها ولا يحمي أخاها من الموت، إنما لكشفها ولإبرازها ولإكمال الصورة التي حصلت لتعليم العالم ولتعليم ثوار العالم ولتعليم أهل الحق في العالم. عند ذلك عمر بن سعد بكى ثم دار وجهه وأعرض عنها وقال: أجهزوا على الحسين.

البكاء وحده مع السعي لقتل الحسين… البكاء وحده مع السعي لقتل أهداف الحسين، وأهداف الحسين هي دينه، وأهداف الحسين هي القيم، القيم التي آمن الحسين بها، لأنه هو الذي يقول:

إن كان دين محمد لم يستقم                              إلّا بقتلي فيا سيوف خذيني

وهو الذي يقول عندما خرج من المدينة: إني ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا… أريد الإصلاح في أمة جدي ما استطعت. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.

إذًا، الحسين جعل نفسه ضحية دينه، ورسالة جده، والحق الثابت لأمته، وهو رخيص في سبيل هذا الهدف، فدين الحسين أغلى منه والحسين يموت لأجل دينه. إذًا، إذا عمر بن سعد بكى وأمر بقتل الحسين، فهو شأنه شأن الذي يبكي ويسعى لقتل هدف الحسين، والذي يبكي ويتفرج على الحقّ الذي يُنتهك وعلى الباطل الذي يُتداول ويُمارس، فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس.

إذًا، بكاؤنا وحزننا هو المناخ العاطفي وهو الدافع العاطفي لعملنا ولسلوكنا… هكذا نفهم مدرسة الحسين (عليه السلام). والحسين كما سمعنا في الآية القرآنية في هذه الليلة الكريمة ينفّذ أمر الله سبحانه وتعالى، ويتلو هذه الآيات في مناسبات عديدة: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ [التوبة، 111] أيّ جنّة يريدها القرآن الكريم ويقدمها لنا عندما نقدم أموالنا وأنفسنا؟ يفسر القرآن الكريم هذه الجنّة قائلًا: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن، 46]: جنّة الدنيا وجنّة الآخرة.

إخواني،

القرآن الكريم عندما يتحدث عن الجنّة والنار، وعندما يتحدث عن الثواب والعقاب، وعندما يتحدث عن السعادة والشقاء، لا يقصد جنّة الآخرة ونار الآخرة وسعادة الآخرة وشقاء الآخرة فحسب، وإنما يقصد قبل ذلك ثواب الدنيا والذي يسميه القرآن الكريم بالثواب الأدنى والجزاء الأدنى، ومن بعد ذلك ثواب الآخرة والجزاء الأوفى.

إذًا، في عملنا، في تطبيق تعاليم ديننا، في إسلامنا، في تسليمنا لله ربّ العالمين بالعقل والقلب والجسد، جنّة في دنيانا وجنّة في أخرانا، وهذا المعنى في القرآن الكريم وارد في سور عديدة: ﴿وَأَن ليْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم، 39] هذه آيات معروفة. ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾ [النجم، 39-40]، هذه واحدة. ﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾ [النجم، 40]… ﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى﴾ [النجم، 40-42]. إذًا، سعي الإنسان له جزاءان، سعيه سوف يرى في هذه الدنيا، نتيجة سعيك هذا تراه في دنياك، نتيجة عملك تجدها في سعادتك الدنيوية هذه. ومن بعد موتك ترى الجزاء الأوفى، والشقاء نفس الشيء. الجزاء الأدنى والجزاء الأخزى، نتيجة عملنا، نتيجة كذبنا، نتيجة اغتيابنا، أبعدنا الله عنهما، نتيجة خمرنا وهو بعيد عنا بإذن الله، نتيجة نفاقنا، نتيجة لهونا، نتيجة كسلنا، نتيجة غشّنا، نتيجة انحرافاتنا في هذه الدنيا نعانيها في دنيانا هذه أولًا ومن ثم نجدها في آخرتنا أيضًا.

إذًا، عندما يقول القرآن الكريم: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ [التوبة، 111]، هنا أيضًا وهناك، نحن أموالنا وأنفسنا لا تسعدنا إذا لم تكن بإرادة الله، ما معنى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ﴾ [التوبة، 111]؟ ماذا يريد الله من أموالنا وأنفسنا؟ ربّنا إذا يريد أن يحوّل جبل قاسيون إلى ذهب ألا يقدر؟ نحن إيماننا بأنه هو الخالق وهو القادر، ربّنا ماذا يريد من الخمسة قروش خاصتي وخاصتك، أو مئة ألف أو مليون. ماذا يستفيد من ذلك؟ عندما يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم﴾ [التوبة، 111]، يعني نحن نضع أموالنا وأنفسنا بتصرف ربّنا، بتصرف أحكام ربّنا، نصرفها في ما يأمرنا به ربّنا، لا نصرفها في سبيل ما يقول الشيطان. إذا نحن نملك الأنفس ونملك الأموال ونصرف هذه الأموال والأنفس في سبيل الله، في سبيل الحق في طريق الحلال، في سبيل الخدمة، في سبيل البناء، في سبيل الاستقامة والعمران والإحياء والخير والإنقاذ، ماذا تعطي هذه الأموال بالنتيجة؟

تعطي جنّة الدنيا: ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾ [البقرة، 272]… لا تفكر أنك إذا تساعد فقيرًا أو طفلًا أو يتيمًا أو مريضًا أو كادحًا أنت تخسر، يوفى إليك، متى يوفى إليك؟ ليس فقط في الآخرة هنا أيضًا في دنياك هذه أيضًا. كيف؟

نحن مجتمعنا يُبنى بواسطة أيادينا، أليس كذلك؟ مجتمعنا يبنى بواسطتي أنا وأنت وهو وذاك، كم عامل، كم مهندس، كم طبيب، وهكذا. عندما يكون بعض هذا المجتمع مهيض الجناح لا تتوفر له فرص، قسم من المجتمع يخرج من عملية البناء، لا يقدر هذا القسم من أن يعلّم أبناءه، لا يطلع بينهم مهندسين أطباء واعين مثقفين، عندما لا يتمكن هذا القسم من حسن تغذية أبنائه، لأن الفقر سوء تغذية أيضًا، أو من معالجة أبنائه، المرض يفتك بهذا القسم، فلا يتمكن من أن يعطي معلمًا للبناء صحيحًا، ولا إنسانًا للعمل سليمًا، المرض يتفشى به.

إذًا، قسم من المجتمع لا يتمكن أن يساهم في البناء بفكره أو بجمسه أو بخبرته أو بصحته، وبالتالي المجتمع يُبنى على يد المتمكنين فقط، بينما نحن إذا اتفقنا على هذا القسم فمكّنا هذا القسم من أن يدرّس أبناءه وأن يصحح صحتهم ومزاجهم وأن يكمل تغذيتهم، هذا القسم بإمكانه أن يقدم أيادٍ جديدة للبناء، هذا القسم أيضًا يقدم مهندسين، أطباء، معلمين، محامين، رجال دين، مربين، مثقفين، عمال، فنيين وغير ذلك… مجتمعنا يُبنى بواسطة أيادٍ أكثر، ومَن المستفيد من ارتفاع مستوى المجتمع؟ كلّ الناس. بينما إذا تركنا مجتمعنا سيبقى أكثر تخلفًا. أكثر من ذلك في القسم المتخلف تنمو أمراض جسمية، فتعدي وتضرّ القسم الآخر من المجتمع، تنمو أمراض نفسية وعقد وأحقاد تفجر المجتمع بدوره.

إذًا، ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾ [البقرة، 272] إذا أنفقنا يعود إلينا هذا الخير: ﴿وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة، 272]، لأنكم إذا لم تنفقوا تظلمون، مجتمعكم ينفجر، مجتمعكم يتأخر، يتخلف وهكذا.

إذًا، العطاء يعود إلينا في حياتنا، والعطاء يعود إلينا في أخرانا أيضًا، والعطاء بالنفس مثل العطاء بالمال، إذا قلنا بـ: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم﴾ [التوبة، 111]، ماذا يريد ربّنا بأنفسنا؟ وهو القادر على الخلق، وهو الخالق للملائكة ﴿أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ [فاطر، 1]، وهو الذي له ملائكة سجّد لا يركعون وركّع لا يسجدون، وهو الذي له ملائكة حملة العرش وغيرها، ومع كلّ قطرة من المطر ملاكان وغير ذلك.

ماذا يريد بأنفسنا المتواضعة الضعيفة؟ يريد منّا لمصلحتنا أن نجعل أنفسنا بتصرفه، أن نعمل ما يريد، أن ننفّذ أمره، أن نطبّق تعاليمه، أن نضع نفسنا في خدمة خطّه وسلوكه، وعند ذلك نحن نربح، حتى ولو وضعنا أنفسنا في الجهاد وقدّمنا أرواحنا في سبيل الخير، ومتنا… أيضًا من مصلحتنا.

عندما ننتبه إلى الآية الكريمة: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة، 195]، هذه الآية إذا لاحظتم وردت ضمن آيات الجهاد، في آيات الجهاد وردت هذه الآية: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [ البقرة، 195]، يعني أنفقوا أنفسكم، يعني قدِّموا أرواحكم ﴿في سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [ البقرة، 195] كيف ممكن هذا الشيء؟ هناك ناس يقولون لك إن الإنسان عندما يدخل في الحرب يلقي بنفسه إلى التهلكة، كيف يجوز أن يخوض الإنسان معركة وهو يعلم أنه يموت فيها؟ بالعكس، التهلكة التي يقولها القرآن الكريم عينًا تتناقض التهلكة مع الموت في سبيل الله مع الشهادة، الشهادة لا يسميها القرآن موتًا: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم﴾ [آل عمران، 169-170].

إذًا، ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ [البقرة، 195]، يعني أنفقوا أرواحكم في سبيل الله، لأن في ذلك نجاة من التهلكة، لأنكم إذا ما أنفقتم في سبيل الله ستبتلون بأعداء يأخذون منكم أرواحكم ذلًّا وهوانًا ويتصرفون فيكم كما يشاؤون.

يقول الإمام الحسين في خطبة يوم عاشوراء يعرض عليهم مستقبلهم: أنكم تقتلونني وتنفّذون أوامر يزيد وعبيد الله بن زياد، يعني أنتم بعملكم هذا تقتلون الحقّ ورجال الحقّ وتخذلون كلّ من يتمكن أن يقول لا. غدًا من يقف معكم إذا أراد الحاكم أن يذلّكم وأن يقتلكم؟ نحن اليوم إذا وقفنا رغبة في السلام استسلمنا لإسرائيل، ماذا سيكون غدًا إذا أرادت منّا أرواحنا وأنفسنا وكرامتنا، نموت صاغرين أذلاء، هذا هو التهلكة.

أما الموت الشريف، أما الموت في سبيل الله، أما السعي لصيانة الأمة ولحفظ القيم… هذا الموت. القرآن لا يسميه موتًا، هذه حياة: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا﴾ [آل عمران، 169].

إذًا، الإمام الحسين عندما يموت، عندما يُقتل، ينفق نفسه في سبيل الله ولا يلقيها في التهلكة. لأنه إذا لم يعمل ذلك سيموت ذليلًا، سيموت مستسلمًا. وكما سمعتم من هذا الشاب الطيب مبايعة الحسين ليزيد، والمعروف أنه كان قبل خلافته يوصف بأنه غرّ وأنه لا يلتزم بالأحكام الإسلامية وهو الذي كان يقول:

لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل

وهو الذي كان يعتبر أن معركته مع الحسين معركة ثارات:

لستُ من خندفٍ إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل

إذًا، هو كان يعتبر أن القضية قضية ثأر بين بني هاشم وبني أمية، متى كان محمد يتحرك باسم الهاشمي، وهو الذي يصف أولًا عمه في القرآن الكريم: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد، 1]، أليس عم النبي هذا؟ من الذي ورد اسمه في القرآن غير أبي لهب؟ الهاشمي الأول عمه.

إذًا، ما كانت قضية عشيرة وقبيلة، قضية المبدأ والقيم. إذًا، الإمام الحسين (عليه السلام) في عمله هذا وفي سعيه هذا كان يريد أن يخلق عزًّا في الناس، وقد توفق في ذلك لأنه بسهولة عندما أراد الإمام الحسين أن يقف ولم يبالِ أبدًا بقلّة عدده، ولا بقلّة عدته، ولا بظروفه غير الملائمة التي كانت معه، وجود النساء ظرف غير ملائم للحرب لا يعقل أن الإنسان يحارب بقوة واندفاع وهو مسؤول عن حماية الحرم… في وقت القتال لم يكن الحسين ولا أصحابه كانوا يتمكنون أن يختاروا مواقعهم على ضوء الاستراتيجية الحربية، بل كانوا مضطرين أن يراعوا مكان الحرم حتى لا يحصل اعتداء على الحرم. لماذا إذًا، بهذه الظروف غير الملائمة…؟ لأن الحرب الحسينية لم تكن حربًا مادية انتصارها يكون في عدد القتلى والتغلب.

الحسين كان يحارب ماديًا ومعنويًا… والجبهة التي كان يقاتل فيها الحسين ما كانت في ساحة كربلاء، أيضًا في ساحة التاريخ. كان يكشف أسلوب الحرب عنده وأسلوب الحرب عند خصمه، كان يكشف التزاماته والتزامات خصمه، كان يهزّ ضمائر الناس. ولذلك فور استشهاد الإمام الحسين بدأت الثورة واستمرت ابتداءً من كربلاء، مرورًا بالتوابين والمختار وغير ذلك إلى أن وصلت إلى ثورة العباسيين، والتي كان شعارها: يا لثارات الحسين.

الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه المعركة اختار الحياة عندما قدّم نفسه ومات، ولم يختر الموت، وما ألقى بنفسه في التهلكة. ما هي الظروف؟ الظروف غير متكافئة. العدد سبعون أو أربعة وسبعون أكثر، أقلّ… الخصم ثلاثون ألفًا، خمسة عشر ألفًا أو سبعون ألفًا، والحبل على الجرار… كانت تأتي القوى والوحدات العسكرية زرافات ووحدانًا.

التكافؤ ما كان موجودًا في وقتها، ولكن خاض الإمام الحسين حتى يثبت لجميع العالم أن الحرب في سبيل الحقّ ليس فيها فشل ولا هزيمة، أن الحرب في سبيل الدين، في سبيل القيم، في خدمة الإنسان والحق والعدل، ليس فيها تراجع وليس فيها سكوت. قد تأخذ بعض الوقت… قد تطول… قد يصاب الإنسان بأذى ولكن النصر للحسين (عليه السلام) وهذه ساحة من ساحات النصر. أليس هنا هو المكان الذي أُمِرَ فيه بقتل الحسين (عليه السلام)؟ وها نحن نحتفل مستنكرين هذا العمل والجميع يستنكرون يحتفلون، الفكرة الحسينية هي التي انتصرت في النهاية.

أمام هذا الدرس، هذه اللوحة العريضة، هذه الصورة المشرقة وأمام كلّ زاوية من زوايا هذه الدروس التي تُعلمنا كيف نعيش وكيف نموت، كيف نتعامل وكيف نعامل، كيف نتحدث ونعمل مع الصديق، وكيف نعمل مع العدو؟ لا تبدأوهم بالحرب، السلوك الحسيني في كربلاء كلّ زاوية من زواياه مدرسة ودرس.

نحن في هذه الظروف القاسية التي تعيشها أمتنا، في هذه الظروف الصعبة التي نقف أمام عدونا وأعدائنا، في هذه الظروف التي نشاهد انكسارًا في جانب، وتسليمًا في جانب، ضعفًا في جانب، ترددًا في جانب، لا شك أن الوقفة هي الوقفة الحسينية، هي الوقفة التي نتذكرها، لأن الحسين (عليه السلام) عندما أراد أن يخرج من المدينة قيل له، لا تخرج. نصحته جماعة من أصحابه، جماعة من أهل بيته، أخوه محمد بن الحنفية نصحه بأن لا يذهب، قسم عدو، وقسم متفرج، قسم شامت، قسم ناصح ومع ذلك خرج وتشرف بخروجه، ومات عزيزًا بل حسب التعبير القرآني: ﴿بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم﴾ [آل عمران، 169-170].

في سبيل الحقّ ليس هناك من فشل ولا ذلّ، لا تفكروا أنه عندما نبكي على ضعف الحسين… أبدًا، الحسين ما كان ضعيفًا يوم عاشوراء، ولا زينب كانت ضعيفة.

بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وبعد سقوط جميع أهلها، أهل زينب، إخوتها كما سمعتم وولديها وأولاد عمها وأصحابها جميعهم قُتلوا إلّا عليّ بن الحسين وهو مريض كالميت… عندما جاؤوا بالسيدة زينب، مرّوا بها على القتلى لعلّهم كانوا يتوقعون أن زينب (سلام الله عليها) تبكي وتندب وتصرخ وتنادي بالويل، لعلّهم كانوا يريدون أن يروا بكاء وذلًّا من بنت عليّ، لعلّهم كانوا يريدون أن يتشفوا بهذا المنظر… لأنهم قالوا للحسين (عليه السلام) وكما قرأت لكم البيت قضية الثارات كانت تحركهم… كانوا يتوقعون أن يروا زينب تمشي وأمام هذا المنظر المفجع تبكي وتحزن وهم يفرحون، ما سمحت لهم بذلك، حفظت الحسين (عليه السلام) بكلّ عزة وقوة، وحفظت رسالة الحسين (عليه السلام) بكلّ اعتزاز واستقامة وسلامة… حفظتهم جميعًا.

الحسين لهذا السبب فوَّض الأمر إليها وأمّنها على رسالتها، وكأنه أراد أن يقول إن زينب (عليها سلام الله)… لأننا قلنا إن الحسين (عليه السلام) لم يكن يحارب في جبهة واحدة، ولم تكن ساحة كربلاء هي جبهته الوحيدة. كان يحارب في ساحة كربلاء، وكان يحارب في ساحة التاريخ، في صراع القيم… ولذلك فوَّض قيادة الجبهة التاريخية وجبهة القيم، فوّض القيادة لزينب؛ وصّاها بكيفية التعامل بعد مقتل الحسين.

زينب كانت تقود المعركة الحسينية بعد استشهاد الإمام الحسين، قُتِل الحسين وقُتِل أصحابه وأهله، ودفن الآخرون قتلاهم وبقيت أجساد الحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته على الأرض. والحالة معروفة، المقتل في الحرب والضربات من كلّ جانب، والسلاح سهم وسيف وحجارة وحوافر الخيول، كما نعرف، في هذه الحالة وفي اليوم الثاني أخذوا زينب والأطفال والنساء ومرّوا بهم على المقتل، ما الغاية من ذلك؟ كما قلت يريدون أن يهزموا الحسين في معركة الكرامة لأنهم قتلوه، يريدون أن يذلّوه بإذلال أهله، المعركة من يقودها؟ زينب (سلام الله عليها).

فوصلت وهي تتقدم جميع النساء والأطفال ووصلت إلى جسد أبي عبد الله (عليه السلام) رفعت الجسد وقالت بعد السلام على رسول الله: السلام عليك يا رسول الله… بعد المخاطبة تقول زينب: اللّهم تقبّل منّا هذا القربان. فكروا في هذه الجملة، تقبّل منّا هذا القربان، زينب تعتبر نفسها القائد، قائد المعركة، وتقدم قرابين في سبيل الله، يعني زينب تقول: إلهي، يا أيّها الناس نحن ما قُتلنا قتلًا، ولا هُزمنا، نحن قدّمنا هذا القربان وهو كلّ ما نملك قدّمناه في سبيل دينك، ونحن نعتذر فتقبّل منّا هذا القربان، ولو كان لنا غير الحسين أيضًا، لقدمناه.

إذًا، لا ذلّ ولا ندم ولا بطلان، معركتنا ليست معركة لأجل المادة ولا لأجل الباطل ولسنا نادمين على ما فعلنا؛ نحن سعداء بما فعلنا ونطلب من الله أن يتقبّل منّا هذا القربان، وهكذا انتصرت وجعلت المعركة الحسينية تنتصر في ساحة الكرامة. إذًا، الحسين قُتِل بعزة وبقي بعد قتله عزيزًا مقتدرًا منتصرًا، وقادت المعركة زينب (سلام الله عليها)، وهكذا كانت في جميع المنازل والكرامة.

خطابات زينب في المدن والعواصم، مواجهة زينب مع عبيد الله بن زياد ومع يزيد […]، ولكن أضيف بعض الكلمات لحضور إخواني الكرام وزملائي الأعزاء (حفظهم الله) سماحة السيد محمد جواد نجل المرجع السيد محمد رضا يطول عمره وعمر علمائنا الأبرار الأخيار، وأن يترحم على علمائنا و(قدس الله نفسه) السيد محسن الأمين نتذكره في هذه الليلة المباركة وفقيدنا العلامة الكبير السيد حسين (رحمه الله) نتذكرهم ونبعث إلى أرواحهم ثواب حفلتنا هذه… وأيضًا أخي وزميلي وابن عمي الأخ العلامة الدكتور صادق الذي يشرّفنا في الجلسة، ومولانا (حفظه الله) الشيخ نصر الخفاجي صاحب الأيادي البيضاء والوقفات العزيزة الكريمة في كلّ مكان، وكلّ إخواننا الحاضرين….

وإن زينب هي عقيلة بني هاشم والإبنة الكبرى للإمام وفي غياب فاطمة (سلام الله عليها) أم الحسين وأم زينب، بطبيعة الحال إدارة الشؤون الداخلية ومَثَل المواطن الأنثى زينب، اليوم يسمونها السيدة الأولى في هذا المكان… أمام هذه العزة زينب تدخل وهي أسيرة ومقتول جميع أهلها يجب أن تشعر بضعف. أبدًا، كما قلت معركتهم ليست المعركة المادية التي تجري على ساحة كربلاء أو ساحات أخرى، معركة أخرى أهم تجري وراء الستار في ساحة القيم والعزة والأفكار، صراع الأيديولوجيات، صراع المسالك والأعمال والأساليب.

تدخل ولا تسلّم، ابن زياد يعرف ولكنه يتنكّر، ويقول من هذه المتكبرة؟ يقولون إنها زينب بنت عليّ، فيوجه الخطاب لزينب شامتًا. يقول لها، -ومعروف المعركة كيف كانت والإمام الحسين قُتِل، ماذا يريد ابن زياد أكثر من ذلك، ولماذا يشمت؟ لأنه يريد أن يهزم الحسين في المعركة المعنوية- يقول مخاطبًا زينب: يا زينب كيف وجدت صنع الله بأخيك؟ هذا تعبير واضح، الشماتة بارزة، وأمام الناس، زينب تردّ، تقود المعركة بأفضل، تقول له: والله ما رأيت إلّا جميلًا، هؤلاء رجال كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم. ابن زياد يرى أنه ما ممكن أن يسكت، هزمته زينب في قصره وبعد انتصاره المادي، قال لها: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أسطورتكم. فقالت زينب: إنما يفتضح الكافر ويكذب المنافق وهو غيرنا، إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.

نحن منتظرون هذه المعارك، هذه شغلتنا، ولسنا نادمين أبدًا على ما عملنا. وتتابع في قصر يزيد، دخلت وعليها أرذل ثيابها، تصور بعد هذه المعارك، بعد هذه الخسائر، بعد هذا العذاب الأليم، ويزيد المنتصر ومعه السفراء والأمراء ورؤساء القبائل والقادة، سكران من الخمر ومن النصر، وكما تعلمون بخيزرانته يمسّ شفتي أبي عبد الله (عليه السلام). هذا المنظر وحده أمام زينب (سلام الله عليها) مثير يفتّ في عضدها، ولكنها تنطلق من الإيمان، ولكنها تعيش في ساحة أخرى، قلبها مرتبط بالعزة الأبدية، وعقلها يستقي من النبع الإلهي الذي لا ينضب. تقول وتخطب الخطبة المعروفة ولعلّكم تسمعون في مجالسكم هذه الخطبة الرائعة. من جملة هذه الخطبة: أظننت يا يزيد أنك أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُسَاق كما تُسَاق الأسارى أن لك بذلك كرامة عند الله ولنا بها مهانة؟ أنسيت قول الله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [آل عمران، 178]، أمِن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا يتصفح وجوههن القريب والغريب؟

تفلسف النصر المادي، تفلسف ما حصل لساحة كربلاء للتاريخ ثم تخاطبه بابن الطلقاء، فتربط هذا النصر بالنصر الإلهي الذي جاء على أثره: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ [النصر، 1-2] فصعد النبي المنبر وقال: ماذا ترون أعمل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخٍ كريم. قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء.

تذكّره بأن النصر ذاك، النصر الإلهي العادل الحقّ وأنت طليق تلك المعركة. إذًا، لا تفكر في الأمر، بعد هذه الفلسفات والأبحاث تصل إلى هذه الجملة، تقول: ولئن جرَّت عليَّ الدواهي مخاطبتك، يا يزيد أنا ليس من شأني أن أخاطبك، من أنت؟ الخليفة؟ منتصر؟ أنا أسيرة؟ فليكن، الدواهي جرَّت لمخاطبتك وإلّا أنا لا أحكي معك، أترى الانتصار والعزة؟ أين الذلّ الذي يدّعون ويبكون! نحن بكاؤنا على أنفسنا، نحن بكاؤنا على ذلّنا، على هزيمتنا، نحن حزننا وبكاؤنا في المعركة الحسينية مناخ العمل الصالح وإشارة لنا للعمل الصحيح السليم الذي يرضي الحسين وقُتِل لأجله الحسين (عيه السلام).

ولئن جرَّت عليَّ الدواهي مخاطبتك -تقول زينب- إني لأستصغر قدرك وأستكبر توبيخك وأستعظم تقريعك، لكن القلوب حرّى والعيون عبرى. هذا المستوى من الرسالة، هذه المعركة التي استمرّت وانتقلت من الحسين إلى زينب وهي تقود هذه المعركة، معركة الحقّ والباطل، معركة الضلالة والهدى، وهذه المعركة لا تزال قائمة بيننا، موجودة بيننا. في نفس كلّ واحد منّا الصراع قائم، في بيت كلّ واحدٍ منا الصراع قائم، في مجتمع كلّ واحد منا هذه المعركة قائمة، فكيف نقود هذه المعركة؟

الحسين يعلّمنا، الحسين يبيّن لنا كيف نقود، وكيف نحارب، وكيف ننتصر، وكيف نعمل؟ معركة الحسين لأجل الأهداف، الحسين قُتل… أهدافه قائمة، دينه قائم، صلاته قائمة، أليس كذلك؟ الصلاة أليست من الإسلام؟! الصلاة عمود الدين، إن قُبلت قبل ما سواها وإن رُدّت ردّ ما سواها. فالذي يبكي على الحسين في معركته، الذي يبكي على الحسين في مجلسه ثم لا يصلي، ماذا تقول عنه؟ يحزن على الحسين، ولا يمارس هدف الحسين الذي هو أغلى من الحسين. الذي يكذب، الذي يغشّ، الذي في سلوكه يهزم الحسين وصفّ الحسين.

أمامنا هذه المعركة قائمة، ولا شكّ أننا نحن المعظمون لشأنه، الحزينون لاستشهاده، الذين نقول عبر التاريخ: يا ليتنا كنّا معك فنفوز فوزًا عظيمًا، المقتنعون بسلوكه، الساعون لنصره.

نحن في هذه المعركة سنقف مع الحسين دون شكّ، سنقف مع الحسين في أنفسنا وأمام إغراءات الشيطان، وإغراءات صديق السوء، وإغراءات المناخ السوء، وإغراءات المجتمع وإغراءات الانحرافات، سننصر الحسين في أنفسنا وسننصره في بيوتنا وسننصره في مجتمعنا. سندعم أهل الحقّ، سندعم العزة لأمتنا في وجه أعدائنا، سندعم شبابنا لكي يتعلموا ويتربوا ويتثفقوا وهكذا ننصر الحسين (عليه السلام).

نحن في هذه الليلة المباركة نتجه بقلوبنا إلى كربلاء إلى قائد هذه المسيرة إلى الحسين (عليه السلام)، وإلى من كان يتابع هذه المعركة من بعده، فنربط بين قلوبنا وعقولنا وأجسامنا، وننفذ عمليًا دون تمنٍ: يا ليتنا كنّا معك فنفوز فوزًا عظيمًا.

لا نتمنى بل نحن مع الحسين، الآن معركته قائمة لماذا سنتمنى ونقول: يا ليتنا كنّا معك… الآن نقدر أن نكون معه في هذا الوقت في المعركة الأساسية الحسينية نقدر أن نكون معه، ونفوز فوزًا عظيمًا

المصدر :imamsadr.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى