النشرات الثقافية

النشرة الثقافية رقم 34 ذو القعدة/ايار-حزيران

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزالمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطهار الميامين، السلام على إمامنا القائد السيد موسى الصدر وعلى المراجع والعلماء،التحية إلى أرواح الشهداء الأبرار، الإخوة والأخوات ،القادة والقائدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كثيرة ومباركة وعزيزة هي مناسبات شهر ذي القعدة وشهر حزيران، فيوم دحو الأرض، الذي انزلت فيه الرحمة من السماء ويستحب فيه الصوم  وفي الشهر ايضاً ذكرى ولادة الإمام علي الرضا عليه السلام وتأتي في الرابع من حزيران ولادة إمامنا القائد السيد موسى الصدر (١٩٢٨) ونحن أنفاسه ومسيرته وصدى صوته، كشاف يرى في عريس الجنوب الإستشهادي بلال فحص نموذجاً للشباب المقتدي بعلي الأكبر، بلال الذي آذن للمقاومة وقرأ في كتاب الله العزيز أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ونطل على مناسبة استشهاد الدكتور مصطفى شمران حمزه العصر (٢١ حزيران ١٩٨١)،هذا النهج يبقى هويتنا التي لن تتغير ويبقى الكشاف مدرسة جهاد وتنشئة وتربية وإعداد للأجيال، يبقى كشجرة طيبة أصلها من ثبات العزم والعطاء ليس شعاراً بل سلوكاً رسالياً لمن كانت ولا زالت قدوتهم منارات مضيئة لن تغيب عن أفواج استيقظت عند فجر مقاومتنا وحملت مشاعل أبرار ووصاياهم المكتوبة بحبر أرواحهم عند خلدة بوابة عاصمة أبت الأنهزام  عام ١٩٨٢، فمن سكب فيض عطائه قبل الفتح وعند بزوغ فجرالإنتصارات كان لقاؤه مع السابقين  المقربين وأينما وجهتم إخوتي وأخواتي مسير مهجكم في أفواجكم المباركة وعند مداخل مدننا وبلداتنا وقرانا وأحيائنا تطالعكم صور شهداء ومجاهدين كتبوا مجد الإنتصار والعزة وهلى هذا الدرب لن يكون كشافنا إلا مرايا وجوههم وسيرهم الطاهرة .

 ودمتم ذخراً للرسالة ….

              مفوضية الثقافة والتربية – جمعية كشافة الرسالة الإسلامية

تفسير آية من القرآن الكريم :

آية من سورة النازعات

بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا ﴿30﴾  

 تنتقل بنا الآية الاُخرى من السماء إلى الأرض، فتقول: (والأرض بعد ذلك دحاها).

«دحاها»: من «الدحو» بمعنى الإنبساط، وفسّرها بعضهم: (والأرض بعد ذلك دحاها).

وللمعنيين أصل واحد، لوجود التلازم بينهما.

ويقصد بدحو الأرض، إنّها كانت في البداية مغطاة بمياه الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها من مدّة طويلة، ثمّ استقرت تلك المياه تدريجياً في منخفظات الأرض، فشكلت البحار والمحيطات، فيما علت اليابسة على أطرافها، وتوسعت تدريجياً، حتى وصلت لما هي عليه الآن من شكل، (وحدث ذلك بعد خلق السماء والأرض).

وبعد دحو الأرض، وإتمام صلاحيتها لسكنى وحياة الإنسان، يأتي الحديث في الآية التالية عن الماء والنبات معاً: (أخرج منها ماءها ومرعاها).

ويظهر من التعبير القرآني، إنّ الماء قد نفذ إلى داخل الأرض باديء ذي بدء، ثمّ خرج على شكل عيون وأنهار، حتى تشكلت منهما البحيرات والبحار والمحيطات.

من فضائل المعصومين :

فضائل الامام علي الرضا عليه السلام حيرت العقول

عن إبراهيم بن العباس أنه قال:

 ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليه السلام، وشاهدت منه ما لم أشاهده من أحد، وما رأيته جفا أحدا بكلامه قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكئ بين يدي جليس له قط، ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه، وما رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس، وكان قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصوم، ولا يفوته صيام  ثلاثة أيام في الشهر، ويقول: ” ذلك صوم الدهر ” وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه ./ عيون أخبار الرضا ج 2 ص 184

حكت هذه الكلمات ما اتصف به الإمام الرضا (ع) من مكارم الأخلاق ، وهي :

1- إنه لم يجف أحداً من الناس ، سواءً أكانوا من أحبائه أم من أعدائه ، وإنما كان يقابلهم ببسمات فياضة بالبشر .

٢- إنّه لم يقطع على أي أحد كلامه، وإنما يتركه حتى يستوفي حديثه .

3- إنه لم يمد رجليه بين جليسه ، وإنما يجلس معه متأدباً .

٤ – إنه لم يتكئ قبل جليسه ، وإنما يتكئ بعده احتراماً له .

5- إنه لم يشتم أي أحد من مماليكه ومواليه وإن أساءوا له .

٦- إنه لم يترفّع على مواليه ومماليكه ، وكان يجلس معهم على مائدة الطعام.

7- كان كثير العبادة، وكان ينفق لياليه بالصلاة وتلاوة كتاب الله تعالى .

8- كان كثير المعروف ، والصدقة على الفقراء والبؤساء ، وكانت صلاته لهم في جوف الليل لئلا يعرفه أحد .

هذه بعض مكارم أخلاقه التي شاهدها إبراهيم بن العباس وهي مثل أخلاق آبائه الذين فجروا ينابيع العلم والحكمة في الأرض ./ أخلاق النبي و أهل بيته ص 237

فاطمة المعصومة عليها السلام من زارها له الجنة

ما ورد عن الصادق (عليه السلام): “إن لله حرما وهو مكة، ألا إن لرسول الله حرما وهو المدينة، ألا وإن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، ألا وإن قم الكوفة الصغيرة.
ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.”/ بحار الانوار للمجلسي ج 57 ص 228

– عن الإمام الرضا (عليه السلام): “يا سعد، عندكم لنا قبر، قلت: جُعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى (عليه السلام)، قال (عليه السلام): نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة، فإذا أتيت القبر، فقم عند رأسها مستقبل القبلة وكبِّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبِّح ثلاثاً وثلاثين، واحمد الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة، ثم قل: السلام على آدم صفوة الله…” / مستدرك الوسائل ج 10 ص 368

– عن الإمام الجواد (عليه السلام): “من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة.”/ كامل الزيارات ص 526

دحو الأرض


دحو الأرض، هو يوم 25من ذي القعدة، حدث فيه دحو الأرض بمعنی انبساط الأرض وامتدادها من تحت الكعبة على الماء، وتؤكّد الروايات وقوع الكثير من الحوادث والمناسبات العظيمة في ذلك اليوم، كولادة بعض الأنبياء، وقد أشارت كتب الأدعية إلى استحباب صيام هذا اليوم مع الإشارة إلى بعض الأعمال والصلوات والأدعية المستحبة فيه.
وقد جاء في القرآن الكريم دحو الأرض في الآية الثلاثين من سورة النازعات ﴿وَالأرض بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا﴾. وقد عقد المفسرون في ذيل تفسيرهم لهذه الآية بحثاً حول كيفية خلق الأرض وبسطها ومدّها.
تؤكد الروايات أن دحو الأرض كان في25  ذي القعدة وأنه يستحب صيامه وهو الذي حدثت فيه بعض الوقائع الكبيرة لبعض الأنبياء العظام كنزول الرحمة على آدم عليه السلام , وجاء في مصباح المتهجد:  واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دحيت فيه الأرض واستوت سفينة نوح على الجودي فمن صام ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة  وهو الذي ولد فيه إبراهيم وعيسى بن مريم عليهما السلام.
جاء في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي: 
اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة:  ليلة دحو الأرض، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل.
ثم قال: اليوم الخامس والعشرون: يوم دحو الأرض، وهو أحد الايّام الأربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة، وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على رواية أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، ويستغفر لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والأرض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل. وقد ورد لهذا اليوم سوى الصّيام والعبادة وذكر الله تعالى والغُسل عملان: الاوّل: صلاة مرويّة في كتب الشّيعة القميّين… والثّاني: هذا الدعاء الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به:
اَللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة…..   / مصباح المتهجد للطوسي  ص 669 – مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي

من الأحكام الشرعية الفقهية ( الفقه المبسط ):

أجزاء الصلاة وواجباتها 2/2

تكملة أجزاء الصلاة وواجباتها وهي :

4- الركوع، ويعتبر فيه أمور:
أ- الانحناء بمقدار تصل أطراف الأصابع إلى الركبة.
ب- القيام قبل الركوع، بأن يركع وهو قائم على رجليه، ومن كان عاجزاً عن القيام يجزيه الركوع جالساً.
ج- الذكر، ويكفي فيه (سُبْحَانَ الله) ثلاثاً، أو (سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيْمِ وَبِحَمْدِهِ) مرّة واحدة. ويعتبر المكث حال الركوع لأداء الذكر الواجب بمقداره، كما يعتبر استقرار بدن المصلّي قبل أن يرفع رأسه منه ولو في حال عدم الاشتغال بالذكر الواجب على الأحوط.
د- القيام بعد الركوع، ويعتبر فيه الوقوف وكذا الاستقرار على الأحوط.
5- السجود، وهو واجب في كل ركعة مرّتين، ويعتبر فيه أمور:
أ- أن يكون على سبعة أعضاء، وهي: الجبهة والكفّان والركبتان والإبهامان من الرجلين.
(مسألة 86): الواجب وضع المسمّى من الجبهة على المسجَد، ويتحقّق بقدر طرف الأنملة، ومن الكفّين استيعاب باطنهما عرفاً مع الإمكان على الأحوط، ومن الركبتين بمقدار المسمّى، ومن الإبهامين طرفاهما على الأحوط الأولى.
ب- أن لا يكون مسجَد الجبهة أعلى من موضع الركبتين والإبهامين ولا أسفل منه بما يزيد على أربعة أصابع مضمومة.
ج- أن يكون مسجَد الجبهة أرضاً أو نباتاً غير ما يؤكل أو يلبس. ويجوز السجود اختياراً على القرطاس المتّخذ من الخشب، وهكذا المتّخذ من القطن والكتّان دون غيرهما ممّا لا يصحّ السجود عليه.
د- أن يكون مسجَد الجبهة مستقرّاً، فلا يجوز وضعها على الوحل ونحوه.
هـ- أن يكون مسجَد الجبهة طاهراً ومباحاً، كما مرّ في المسألة (71).
و- الإتيان بالذكر، ويكفي فيه (سُبْحَانَ الله) ثلاث مرّات، أو (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ) مرّة واحدة. ويعتبر المكث حال السجود لأداء الذكر الواجب كما مرَ نظيره في الركوع.
ز- الجلوس بين السجدتين. وأمّا جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية فوجوبها مبنيّ على الاحتياط اللزومي.
6- التشهّد، وهو واجب في الركعة الثانية في جميع الصلوات، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب، وفي الرابعة من الظهرين والعشاء. ويجزي فيه أن يقول: (أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ).
(مسألة 87): يعتبر في التشهّد أداؤه صحيحاً، والجلوس حاله مع القدرة عليه، والطمأنينة عند الاشتغال بالذكر.
7- السلام، وهو واجب في كلّ صلاة وآخر أجزائها، ويعتبر أداؤه صحيحاً، وفي حال الجلوس مع الطمأنينة كما في التشهّد. ويكفي في السلام أن يقول: (السَّلامُ عَلَيْكُمْ)، ولكنّ الأحوط والأفضل أن يقول: (السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحيِنَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ).
8- الترتيب والموالاة، فيعتبر الإتيان بواجبات الصلاة مرتّبة على النهج المتقدّم، كما تعتبر الموالاة بين أجزائها – بلا فاصل كبير بين جزء وآخر – بحيث ينطبق على مجموعها عنوان (الصلاة). ولا يضرّ بالموالاة تطويل الركوع والسجود أو الإكثار من الأذكار أو قراءة السور الطوال ونحو ذلك.
9- القنوت، وهو مستحبّ في جميع الصلوات اليوميّة مرّة واحدة، وموقعه قبل الركوع من الركعة الثانية، ولا يعتبر فيه ذكر خاصّ، ويكفي فيه كلّ دعاء، والأولى أن يجمع فيه المصلّي بين الثناء على الله والصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله سلم) والدعاء لنفسه وللمؤمنين. / الوجيز في العبادات للسيد السيستاني

الأربعون حديثاً :

الأربعون حديثاً – الحديث العاشر

ورد في الروايات المستفيضة عن العترة الطاهرة في مدح حفظ الأربعين حديثاً و منها أنه : ” من حفظ من شعيتنا أربعين حديثاً، بعثه الله عز وجل يوم القيامة عالماً فقيهاً ولم يعذبه“. ./ أمالي الصدوق ص 382

الحديث العاشر : في الكتمان:

روی صاحب تحف العقول عن الامام الباقر (ع) قال : أربع من كنوز البر ، كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان الوجع وكتمان المصيبة .

عن رسول الله (ص) قال : استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .

أوحى الله إلى عزير (عليه السلام): وإذا نزلت إليك بلية فلا تشك إلى خلقي، كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساوئك وفضائحك ./ الاربعون حديثاً للشيخ القمي

من عقائدنا :

عقيدتنا في أن الإمامة في النص

 

نعتقد أن الإمامة كالنبوة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان رسوله أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده، وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكموا فيمن يعينه الله هادياً ومرشداً لعامة البشر

كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه، لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمل أعباء الإمامة العامة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يعرف إلا بتعريف الله ولا يعين إلا بتعيينه.
ونعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص على خليفته والإمام في البرية من بعده، فعين ابن عمه علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين وأميناً للوحي وإماماً للخلق في عدة مواطن، ونصبه وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير فقال: “ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار“.

ومن أول مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الأدنين وعشيرته الأقربين فقال: “هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا” وهو يومئذ صبي لم يبلغ الحلم.

وكرر قوله له في عدة مرات: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي” إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلت على ثبوت الولاية العامة له كآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}، وقد نزلت فيه عندما تصدق بالخاتم وهو راكع ولا يساعد وضع هذه الرسالة على استقصاء كل ما ورد في إمامته من الآيات والروايات ولا بيان وجه دلالتها.

ثم إنه عليه السلام نص على إمامة الحسن والحسين، والحسين نص على إمامة ولده علي زين العابدين وهكذا إماما بعد إمام ينص المتقدم منهم على المتأخر إلى آخرهم./ عقائد الإمامية للشيخ المظفر ص 98

من أخلاقنا :

حرمة إظهار العيوب

من علامات خبث النفس ودناءة الطبع وعدم سلامة السجيّة تتبّع عورات الناس وإحصاء أخطائهم ، فإنّ كلَّ ذي عيب ونقص يسعى الى إظهار عيوب الناس ونقائصهم.

 روي عن الإنسان الكامل والمنزَّه عن العيب محمّد (ص) قوله : «مَن أذاع فاحشةً كان كمبتدئها ، ومن عيّر مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه».

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : «تتبّع العيوب من أقبح العيوب وشر السيئات» و« من بحث عن أسرار غيره، أظهر الله ـ سبحانه ـ أسراره» و« لا تفرح بسقطة غيرك، فإنّك لا تدري ما يُحدث بك الزمان».

من تتبّع عيوب الناس ، وشغل وقته ولسانه بذكرها ، في حين أنّ عيوبه تعدّ بالآلاف  ومعاصيه سوّدته من رأسه حتى أخمص قدميه ، فأغمض عينه عمّا فيه وطفق يذكر ما في غيره فهو أحمق.

تأمّل قول أمير المؤمنين وسيد الوصيين : «الأشرار يتتبّعون مساويَ الناس ، ويتركون محاسنهم ، كما يتتبّع الذباب المواضع الفاسدة» و«أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله» ./ خمسون درسا” في الأخلاق – الشيخ عباس القمي

المرأة في الإسلام :

سلسلة المرأة قبل الإسلام وبعده – على حلقات

 

سلسلة أمهات المعصومين – السيدة حُديث والدة الإمام العسكري (ع) – الحلقة الرابعة والعشرون

اسمها وكنيتها ونسبها:

هي السيدة حُديث (عليها السلام) والدة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

ومن أسمائها: (سُليل) و(جدة)، وقيل: (سمانة)، وقيل: (سوسن).

من فضائلها:

كانت (عليها السلام) من العارفات الصالحات، وكفى في فضلها أنها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي محمد العسكري (عليه السلام) .

وقد أثنى عليها الإمام الهادي (عليه السلام) وأشاد بمكانتها وسمو منزلتها وكراماتها، فقال (عليه السلام): “سليل ـ وهو اسمها ـ مسلولة من الآفات والأرجاس والأنجاس”.

ومن جملة الصفات العملية التي تتمتع بها السيدة الجليلة حُديث هي الرواية الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة، فقد عاشت، وترعرعت في بيت العصمة والعلم والحكمة إضافة إلى ما حباها الله من الكمال والاصطفاء، فقد كانت إحدى الرواة التي حظيت بالتأييد والوثاقة من قبل المعصوم (علیه السلام)، وكيف لا تكون ذلك؟! وهي أم حجة الله على الخلق وجدة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

وروي عن الامام (عليه السلام) أنه لمّا دخلت سُلَيْل أمّ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) على الإمام الهادي (عليه السلام) قال: “سُلَيْل سلّت من كل آفة وعاهة، ومن كل رجس ونجاسة، ثم قال: لا تلبثين حتى يعطيك الله عزّوجلّ حجّته على خلقه الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً”.

وفاتها:

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها، إلّا أنّها كانت من أعلام القرن الثالث الهجري، ودُفنت بجوار مرقد الإمامينِ العسكرين (عليهما السلام) في مدينة سامراء.

من كلام الإمام القائد السيد موسى الصدر :

الثورة و التغيير

الثورة في الأهداف، هي التغيير الأساسي (الكيفي) في وضع المجتمع بينما – الثورة في الوسيلة – هي الطريق الأقرب والذي غالبًا ما يكون العنف ولا التغيير الديمقراطي أو السياسي (التدريجي).
والإسلام لا يحصر الطريق في العنف بل قد يعتمد الوسائل الأخرى لذلك لا يمكن اعتباره ثوري الطريق بينما يُعتبر الإسلام ثوريًا في الأهداف.
لأن الإسلام قدّم للإنسان رؤية وعقيدة (أيديولوجية) وثقافة ونظامًا كاملًا للحياة وتعاليم فقهية وأخلاقية تختلف تمامًا مع الرؤية والعقيدة والثقافة والنظام والتعاليم التي كانت في متناول الإنسان قبله.
فرؤية الإنسان للكون (تحرك هادف موحّد) وللحياة وللموت وللعمل (عبادة وواجب وشرف ومكرم) وللإنسان (طيّب بالفطرة) وغير ذلك. في الإسلام تختلف عن رؤية الإنسان الجاهلي لهذه الأمور العامة.
العقيدة في الإسلام (توحيد الله بمعناه الواسع ورفض عبادة الأصنام الأرضية والسماوية) والنبوءات، المعاد، عدالة الله تختلف عن السابق.
وهكذا في سائر الأمور حتى سمى الإسلام قبله بالجاهلية
–  اعتماد الإسلام – الجهاد- واعتباره ركنًا من الأركان ودرجة عالية من درجة المسؤولية العامة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) دليل آخر.
–  حتى إن كلمة الجهاد تُعد رديفة للثورة مع بعض الفروق.
–  الجهاد في معناه التحضير والشمول والاستمرار بخلاف لغة الثورة.
–  الإسلام بجعله الهدف الرجوع الى الله ﴿إنا إليه راجعون﴾ [البقرة، 156]، يجعل الهدف بعيدًا والحركة آلية دائمة وهذا يعني استمرار الثورة وثرواتها.
– حديث مأثور: (أكثر الناس بلاءً الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل) دليل على المطلوب. حيث إن الإسلام يفترض (أن) الإنسان المؤمن لا يقبل وضعه الحاضر ولا وضع مجتمعه. كما يفترض أن يسعى المؤمن لتغيير هذا الوضع. وهذا يجعله يصطدم مع ذاته ومع المنتفعين من وضع مجتمعه فتبتلى البلاء الحسن.
– وكلما كان أكثر إيمانًا ووعيًا، كلما كان هدفه التغييري أبعد ودرجة بلائه أكثر ابتداءً من النبي الذي يغيّر الأساس ثم الوحي الذي يمنع التحريف ويغيّر الطبائع الموروثة التي ترغب في تمييع الأهداف ثم الأمثل…. / محاضرة الثورة و التغيير

منارات جهادية :

الشهيد القائد مصطفى شمران

الولادة والنشأة:

ولد مصطفى شمران في العاصمة الإيرانية ـ طهران في عام ١٩٣٢.

تلقى علومه في مدارس” انتصارية ” و ” دار الفنون ” وأنهى دراسته الجامعية، وكان من الأوائل في صفوفه. حصل على الدبلوم في الهندسة، وبسبب تفوقه قدمت له منحة التخصص العالي للدراسة في الولايات المتحدة.

أثناء مراحله الدراسية عارض الشهيد شمران نظام الشاه متأثراً بكبار المفكرين أمثال ” الشهيد مطهري” و” آية الله الطالقاني “.

نظم حركة المقاومة الوطنية الإيرانية في الجامعات وأسس الإتحاد الإسلامي للطلبة في جامعة طهران، وسجن مع ٨٥ من رفاقه على يد جهاز السافاك الإيراني لمناهضته حكم آل بلهوي في ايران.

الشهيد مصطفى شمران في الولايات المتحدة:

تابع الشهيد شمران دراسته في جامعة تكساس حيث درس هناك سنتين وحصل على دبلوم في الإلكترونيك، ثم انتقل الى كاليفورنيا حيث درس أربع سنوات حصل خلالها على دكتوراه في الفيزياء النووية، وفي مجال العلوم الالكترونية وتخرج من هناك بتفوق ودخل في سلك العلماء الباحثين، واعتبر من أهم الباحثين الكبار حينها .

بعد تخرجه من جامعات اميركا  دعي للعمل في المركز العلمي هناك واجرى دراسات وأبحاثاً جبارة حول الـرادار والصواريخ والأقمار الإصطناعية، وأعتبر واحداً من اربعة من أشهر علماء الذرة في العالم آنذاك، ورغم الإمتيازات التي قدمها له مركزه العلمي إلا انه واصل نشاطاته الجهادية في اميركا فأقدم هو ومجموعة من رفاقه ومنهم الدكتور إبراهيم بزدي على تأسيس أول جمعية طلابية اسلامية في اميركا حملت اسم ” الإتحاد الإسلامي للطلبة الإيرانيين في اوروبا واميركا “.

الدكتور شمران في مصر:

مع انطلاقة ثورة ٤ حزيران عام ١٩٦٣ بدأ الشهيد شمران فصلاً جديداً في نضاله، إذ توجه الى مصر ليقضي سنتين في دورات مكثفة لتعليم فنون حرب العصابات والحروب غير النظامية، وحصل فيها على المراتب الأولى بين المتدربين وأخذ على عاتقه فور انتهاء الدورة مسؤولية تعليم المجاهدين الإيرانيين هناك.  ولقد ساعده الرئيس جمال عبد الناصر وقام بتسليمه معسكراً خاصاً لتدريب الإيرانيين والفلسطينيين، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر تنقل  شمران بين اوروبا والشرق الأوسط واميركا والتقى بالأوساط الطلابية المناوئة للشاه.

لقائه بالإمام الصدر:

خلال الزيارات العديدة للإمام الصدر حول دول العالم، واثناء زيارته لمصر التقى بالدكتور مصطفى شمران .

دعاه الإمام الصدر الى لبنان فقبل دعوته، وترك كل شيء وجاء الى جبل عامل ففوجئ بالمآسي وحياة الحرمان في الجنوب والإعتداءات الإسرائيلية اليومية ضد أبناء الجنوب فقرر تكريس حياته لخدمة المحرومين الى جانب الإمام الصدر.

يقول الشهيد مصطفى شمران في مذكراته : ” جئت الى لبنان ورأيت مآسي الجنوبيين والحرمان والظلم الذي كان يمارس ضدهم من كل الجهات، فقررت عند ذلك إن الجنوب هو ساحة جهادي الى جانب جهادي في ايران لأُشارك أهلي في الجنوب  مآسيهم وحرمانهم ونضالهم ضد العدو الإسرائيلي” .

بداية رحلته في الجنوب:  

بدأت رحلة الشهيد من مؤسسة جبل عامل المهنية في صور حينما حسم الإمام الصدر الجدل حول علامات الإستغراب من قبل الكثيرين وقال لهم جربوه وستعرفوه.

ففي المؤسسة احتشـد الطلاب من كل القرى، جاءوا يتزودون بالعلم ويبحثون عن المستقبل والأمل. و بعد ان أطلق الإمام الصدر افواج المقاومة اللبنانية كبرت المسؤولية وكان على المؤسسة ان تكون مصنعاً للمقاتلين، بالإضافة الى المهنيين، فكان لها مصطفى شمران مديراً ومدرباً وقائداً .

 ووصل الدكتور شمران بهدوئه وإصغائه الى أطراف أبعد القرى الحدودية، كان يجمع كل شاردة وواردة، يحمل كاميرا يصور كل ما يراه.

فبدأ الناس في الجنوب يثبتون صورة نهائية للرجل في أذهانهم انه مدير مؤسسة ورجل ادارة، وثبتت صورة مصطفى شمران في أذهان الكادر التأسيسي لحركة أمل بأنه منظم من الطراز الأول، يعرف هدفه ويبرمج طريقة الوصول اليه، هادئ يتجنب الصدام،يبحث عن الطريقة المثلى للوصول الى الهدف بأقل قدر من الخسائر.

الشهيد شمران و حركة أمل:

إن تجربة الشهيد شمران في لبنان وعمله الى جانب الإمام القائد السيد موسى الصدر منذ مطلع السبعينات في خدمة المحرومين والتخطيط مع باقي رفاق الإمام الصدر الخلص من اجل استنهاض الطاقات الكامنة في المناطق المحرومة، كانت تجربة غنية بالمحطات الجهادية جعلته قادراً على توظيف كل ما يملك من خبرات علمية وطاقات ابتداعية ضمن اطار مشروع الإمام الصدر، وهو لا ينفصل من الناحية الإستراتيجية عن المشروع الجهادي الذي يحمله الدكتور مصطفى شمران.

الشهيد شمران و تنظيم الخلايا:

أوكل اليه الإمام الصدر مهام تنظيم الخلايا الأولى لحركة المحرومين ووضع الأطر التنظيمية لعمل تلك الخلايا وتأطيرها ضمن بوتقة واحدة وجسم واحد من البقاع الى بيروت الى الجنوب.

كما أشرف على الدورات التدريبية العسكرية التي كانت تقام بشكل متواصل والتي خرجت أفواجاً من المقاومين بعيداً عن الضوضاء الى ان كانت الولادة بعد انفجار عين البنية، وانطلقت الشرارة الأولى لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.

وتولى الشهيد الدكتور شمران الإشراف الميداني على المواقع المتقدمة التي كان يشغلها مجاهدو أفواج المقاومة اللبنانية أمل في بنت جبيل، رب ثلاثين، شلعبون،   تلة مسعود والطيبة، كما خطط ونفذ العديد من العمليات الجريئة خلف خطوط العدو في عمق الشريط الحدودي المحتل.

الشهيد شمران أول مسؤول تنظيمي لحركة أمل :

وبعد ان زادت وطأة الحرب الأهلية وإرتفعت وتيرة العدوان الإٍسرائيلي ضد الجنوب كبرت مسؤوليات الإمام القائد، فأوكل أليه مهمة أول المسؤول التنظيمي العام للحركة ليعطي الشهيد شمران طيلة توليه هذه المسؤولية كل وقته من أجل تحقيق الحلم الذي طالما سعى اليه الإمام الصدر،   الا وهو تكوين مجتمع الحرب في مواجهة الأطماع الإسرائيلية ورفع الحرمان عن كافة المواطنين الى أي طائفة إنتموا.

دوره الجهادي في ايران :

بدأ الشهيد شمران نشاطه في ايران على خطين :

– الأول ايجاد مقاومة شعبية: لأنه كان متأكداً ان الأعداء لن يتركوا ابناء الثورة ليرتاحوا، فبدأ في ارساء اسس الحرس الثوري من خلال خبراته التنظيمية في لبنان خلال مراحل تأسيس حركة أمل .

– اما الخط الثاني فهو العمل للمحافظة على القضية اللبنانية.

خلال وجوده في ايران عين الدكتور شمران وزيراً للدفاع ومساعداً لرئيس الوزراء، ومن خلال هذا الموقع بدأ بمواجهة اشد الفتن خطورة، خصوصاً تلك التي حاول أعداء الثورة خلقها عن طريق إثارة العرقيات في أنحاء ايران لمحاربة الثورة الفتية من خلال الأحزاب اليسارية واليمنية .

دوره الجهادي في كردستان:

انتقل الدكتور شمران إلى كردستان وهي محاصرة من قبل عشرة الاف مسلح واثناء وجوده في المدينة الى جانب عدد قليل جداً من العسكريين بدأ الضغط العسكري والتمويني عليهم من قبل المتمردين وجرى الاتصال بسماحة الإمام الخميني (قده) الذي اعطى الاوامر إلى الجيش بفك الطوق عن بافية خلال ٢٤ ساعة ومن ثم تحرير كردستان.

بعد ذلك عينه الإمام الخميني (قده) ممثلاً خاصاً له في مجلس الدفاع الاعلى إلى جانب اية الله السيد علي الخامنئي (دام ظله) وهذا المجلس اعلى سلطة في ايران.

الشهادة المقدسة:

تابع الشهيد شمران حياته الجهادية فأسس قوات الحروب غير النظامية وخاض بها معارك طاحنة في مواجهة قوات النظام الصدامي، وبعد سلسلة من البطولات النادرة أصيب بشظايا قذيفة في قرية ” دهلاوية ” بمحافظة خوزستان واستشهد في  الطريق إلى المستشفى منهياً حياة مفعمة بالتضحية والجهاد في لبنان وإيران .

الاستشهادي القائد بلال فحص – عريس الجنوب

في 16 حزيران 1984 نفذ بلال فحص عملية استشهادية، على طريق منشآت التابلاين في منطقة الزهراني، ضد العدو الصهيوني، حيث دمّر له قافلة جند مدرّعة، فلقبه رئيس حركة أمل الاخ الاستاذ نبيه بري بعريس الجنوب.

ولد الشهيد بلال أحمد فحص في 10/12/1965 في بلدة جبشيت قضاء النبطية في جنوب لبنان، تميّز بشخصية قوية وسرعة بديهة، انتسب إلى حركة أمل عام 1978 و ثم انتسب بعدها الى كشافة الرسالة الإسلامية وتدرج فيها حتى أصبح قائداً كشفياً يحتذى به في منطقة بئر العبد . انضم الى العمل المقاوم في أفواج المقاومة اللبنانية أمل ، شارك في عدة عمليات بطولية نوعية ضد مواقع العدو الاسرائيلي و عملائه في الجنوب و كان من أوائل الذين تصدوا للعدو الإسرائيلي في خلدة عام 1982، كتب في رسالة لنشرة أمل قال فيها: أتوجه بتحية الإجلال والإكبار للشهداء ولمن سار على دربهم وإننا لاحقون بكم بإذن الله .

في يوم السبت الواقع في 16/ حزيران /1984 قاد الشهيد بلال فحص سيارته المفخخة ب/150/ كيلو غراماً من المواد المتفجرة ، وفجرها في دورية للعدو كانت لتوها خارجة من مركز تجمع لقوات الاحتلال في مصفاة – التابلاين في منطقة الزهراني ، فأوقع في صفوف رجال دورية العدوعشرات الإصابات بين قتيل وجريح ودمّر قافلة جند مدرعة، وأعطب أخرى قذفها انفجار السيارة مسافة عشرين متراً.

هناك اعتلت أشلاء بلال فحص الشجر والحجر وتلاشت لتصنع عرساً آخر من أعراس الانتصارات التي سبقت وتتالت حتى التحرير.

تحدث الشهيد نبيل حجازي (نضال العاملي)، قبل استشهاده، عن عملية الشهيد بلال فحص قائلاً :

في سبيل تطوير أساليب العمل المقاوم بدأ البحث في تنفيذ عمليات استشهادية حيث كان الشهيد بلال فحص مستعداً لهكذا عملية ، بدأت المهمة وتمّ استحضار سيارة مرسيدس مزودة بتصريح من القوات الإسرائيلية يستطيع خلالها عبور حواجزها وتمّ تفخيخها بكميات من المتفجرات بالتعاون مع الشهيد محمد عباس طعمة وآخرين ، ثمّ قام أحد المقاومين بنقل السيارة المفخخة عبر حاجز باتر الإسرائيلي إلى مدينة صيدا حيث استلم الشهيد بلال السيارة من هناك وانطلق إلى العاقبية حيث كان بانتظاره أخي فزوده بمواعيد مرور الدوريات الإسرائيلية وجرى بينهما الحديث الأخير للشهيد بلال وأثناء ذلك مرت على الشارع العام قافلة اسرائيلية مؤلفة من ثلاث ملالات بكافة عديدها ، فقرر بلال تنفيذ عمليته ضد القافلة ، فودّع أخي قائلاً : بلّغ نضالاً سلامي .

في ذلك اليوم من شهر رمضان المبارك انطلق الشهيد بلال فحص صائماً ليفجر نفسه في تلك القافلة فادياً بروحه أهل الجنوب وراوياً بدمه الطاهر أرض عاملة .

من ميثاقنا :

الميثاق – البند الاول

الإيمان بالله بمعناه الحـقيقي والايمان بالإنسان

 

  • من صفات الله عز وجل

انه المطلق في كل شيء، لا يحده مكان ولا زمان، فهو خالق المكان والزمان، وليس كمثله شيء واحد لا شريك.

{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ  (4)} [سورة الاخلاص]

إنه العليم بأسرار الوجود ، وحاجات الإنسان وغرائزه وعلاقته بالكون .

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }[ق – ١٦].

ومهما ادعى علماء الطبيعة من فهم وادراك فهو خالق للطبيعة ذاتها، ومهما ادعى علماء النفس فهو خالق النفس وادری بها، ومهما ادعى الناس بأساليبهم العصرية وفهمهم للأمور فالله خالق للعصور وما فيها. لذا فإنه اقدر على التخطيط للانسان وحياته وعلمه افضل العلوم واكملها والمسير على مناهجه وشريعته هو الذي يوصل إلى جادة الصواب.

انه القدير فعّال لما يريد وكيفما يريد، ولقد خلق الانسان من نطفة وحدد حياته في مرحلة يموت في نهايتها ليبعث من جديد في يوم الحساب، فيدخل الجنة ان كان مطيعاً والنار ان كان عاصياً. وهذا أمر لا شك فيه طالما آمنا بقدرة الله المطلقة وقراره الذي لا ينافسه فيه أحد .

انه العادل الذي لم يخلق الحياة عبثاً، ليتمتع الكافر بكفره، ويتعب المؤمن في مجتمع الرذيلة إنما قرر ان يحاكم الناس ليصنف المظلوم ويجزي الصادق ويرفع المؤمن اعلى الدرجات.

3- المفهوم التجريدي للإيمان بالله عز وجل

ان المفهوم التجريدي للإيمان يعني الفهم المشوه، الذي لا يرتكز على أسس صحيحة قادرة على ان تتفاعل مع الحياة أو تؤثر فيها . انه الإيمان السلبي الجامد الذي ينعكس على المجتمع تخلفاً وانحطاطاً. وقد ساهم الاستعمار الملحد بوسائله واغراءاته، في تركيز هذا الفهم السقيم لخوفه على مصالحه وزعامته وسيطرته العلمية .

أما أشكال هذا الفهم المجرد المريض للإيمان فإنها تتوزع حسب أشكال أربعة :

الشكل الاول : الأيمان الطقسي

وهو الإيمان الذي يحصر العبادة في ممارسات فارغة من المحتوى التثويري، لذلك ينصب على الأشكال الخارجية، ناسياً ان مجال التكامل النفسي هو الحقل الاجتماعي وان المعاناة الجهادية تسير في اتجاهين : اتجاه الذات واتجاه المجتمع، فيتقوقع على ذاته، مغلقاً باب روحه على ممارساته التعبدية، كما يغلق باب بيته ليؤدي ذلك الطقس الميت الذي لا يعرف له معنى.

الشكل الثاني : الإيمان الطائفي

ان التعصب الطائفي، هو خطر حقيقي على الإيمان الواقعي باعتباره مطية الاقطاع والمحتكرين والمستغلين والمتزعمين، وان هناك فاصلاً أساسياً بين الحق وبين إيمان المتسترين بالشعارات والشعائر .

وهذا النوع من الايمان ينم عن عقلية ضيقة، وذهنية جامدة، وعقيدة فاسدة وهو بالتالي سبب التفرق والتنابذ والعامل الأساس في ضرب وحدة الأمة التي اكدت عليها

الرسالة فقال سبحانه :

{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }[آل عمران – ١٠٣]

{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } [الانفال – ٤٦]

الشكل الثالث : الإيمان .. العنصر

بعض الناس يفهمون الإيمان لا على اساس انه صفة تلازم النفس، وسلوك يجسد المبدأ، وينسجم مع الخريطة الإلهية المرسومة للبشرية، بل على اساس ما ورثوه من ابائهم، وما حصلوا عليه من اسم يكتب على هوياتهم الشخصية، مع تناقض سلوكهم وعقيدتهم وتضاربها مع اصول وقواعد السلوك المطلوبة . لذلك فإيمانهم عنصر وليس صفة .

الشكل الرابع : الإيمان المنفصل عن الحياة

هذا الإيمان هو نتيجة تلقائية للمفاهيم الأوروبية عن الدين والايمان والتي تتمحور حول مبدأ فصل الدين عن الحياة والسياسة والمجتمع. ولقد غدا هذا الإيمان المزعوم، صلاة ركعات، وصيام ايام معدودات وافرز هذا الفهم عقلية هروبية عند ادعياء الإيمان فرفضوا التعامل مع الناس بحجة انه حرام، ورفضوا الاهتمام بأمور المجتمع بحجة ان لا علاقة للدين بالسياسة .

يتبع …

مفوضية الثقافة والتربية – جمعية كشافة الرسالة الإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى