نشرة تنمية القيادات والمراحل الكشفية رقم 7 تموز 2023
المجموعات الصغيرة
دائمًا ما نرى الإختلاف بين نظامنا الكشفيّ وغيره من الأنظمة إن كان في المدرسة، أو ضمن العمل، أو حتّى في الجمعيّات الأخرى. ودائمًا ما نسمع بأنّ الكشفيّة ساعدت الكثير من الأفراد على تطوير أنفسهم، وزيادة الثّقة بأنفسهم، وهذا يعود إلى عوامل موجودة بالعمل الكشفيّ والّتي أدّت إلى هذا التّطوّر الذّاتي.
ومن أهم هذه العوامل: نظام المجموعات الصّغيرة.
بدايةً، مع مفهوم نظام المجموعات الصّغيرة، هو عبارة عن مجموعةٍ تتكوّن من عدّة أفراد، يترأّس هذه المجموعة أحدُ هذه الأعضاء، وهو المسؤول المباشر عن المجموعة أمام القائد. وهذا يعتبر وسيلة تربويّة واجتماعيّة تساعد الفرد على الانخراط بالمجتمع، وتحمّل المسؤوليّة، ويمكنها أن تُنمّي عند الأفراد روح التّعاون وصفات القيادة.
ونظام المجموعات الصّغيرة هو واحد من أهمّ عناصر الطّريقة الكشفيّة، وتمّ اعتماده بشكلٍ رسميّ ضمن جمعيّتنا لتساعدنا على تنظيم العمل الكشفيّ، وتنميّة قدرات الفرد ومواهبه.
ونرى بأنّ باقة الزّهرات وقطيع الأشبال يتمّ تقسيمهما إلى مجموعاتٍ صغيرةٍ تُسمى سُداسيّات، وتتكوّن كُلّ مجموعة من ٦ أفراد.
أمّا فرقة الكشّافة والمرشدات فأيضًا تُقسم إلى مجموعاتٍ صغيرة تُسمّى طلائع، ويتراوح عدد أفراد كلّ مجموعة من ٦ إلى ٨ أفراد.
كذلك عشيرتا الجوّالة والدّليلات فتُقسم إلى أرهاط، وكُلّ رهط يتكوّن من ٤ إلى ٦ أفراد.
وبعد أن تكلّمنا على المجموعات الصّغيرة، وأسمائها، وعدد الأفراد الموجودة فيها، فعلينا أن نتعرّف إلى القائد الصّغير لكُلّ مجموعة.
ففي السّداسي نُسمّي هذا القائد الصّغير ب”رئيس السّداسي” ويتمّ اختياره من قِبل القائد(ة) من بين الأفراد ممّن تتوافر لديهم الرّوح القياديّة، وحُسن الخُلق، ويُفضّل أن يكون الأكبر سنًّا. ومن أهم واجبات رئيس السّداسي:
•النّهوض بالسّداسي بصفته المسؤول عنه أمام القائد(ة).
•العمل على تنفيذ توجيهات وإرشادات قائد القطيع أو قائدة الباقة.
•مساعدة قائد القطيع أو قائدة الباقة في تدريب أعضاء السّداسي.
•تمثيل السّداسي في مجلس شورى القطيع .
•رئاسة الإجتماعات وتوزيع المسؤوليّات.
•مساعدة القائد/ة في الألعاب والمسابقات.
وفي الطّلائع يُعبَّر عن هذا القائد الصّغير ب”عريف الطّليعة”، ويتمّ ترشيحه من الطّليعة، واعتماده من قِبل القائد(ة) ومن أهم مسؤوليّاته:
- يمثّل الطّليعة في مجلس الشّرف.
- ينفّذ قرارات المجلس ضمن نطاق طليعته.
- يرأس اجتماعات الطّليعة.
- يتولّى توزيع المهام على أعضاء الطّليعة، ومتابعة تنفيذها.
- يشجّع أعضاء الطّليعة على التّقدّم، وبثّ روح الحماس بينهم. أمّا في الرّهط فيُسمّى ب “رائد رهط”، ويتمّ تعيينه من خلال انتخاب أعضاء الرّهط له، وهو المسؤول الأوّل عن الرّهط أمام مجلس إدارة العشيرة وقائد العشيرة. ووظيفته:
- يقوم بتوزيع المسؤوليّات والمهام على أعضاء الرّهط ومتابعة تنفيذها.
- يشارك في اجتماعات مجلس العشيرة ممثّلًا للرّهط.
- ينفّذ قرارات مجلس إدارة العشيرة في رهطه.
- يرأس اجتماعات الرّهط.
- يُدرّب أعضاء الرّهط، ويتابع تقدّمهم في المنهج.
- يحرص على الحفاظ على مظهر الرّهط، وأناقة أعضائه ضمن الاجتماعات.
- يشجّع أعضاء الرّهط على التّقدّم، ويبثّ روح الحماس بينهم لإنجاز الأعمال على المستوى الأكمل.
ويلي رئيس السّداسي، السّداسي الأوّل وهو رئيس رؤساء المجموعات. ويُسمّى لمرحلتي الكشّافة والمرشدات بالعريف الأوّل، وهو قائد عرفاء الطلائع.
أمّا للجوالة والدّليلات فيُطلق عليه اسم الرّائد الأكبر.
وهنا يمكننا أن نستنتج أنّ يومًا ما سيكون هذا العريف قائدًا ناجحًا بكُلّ ما للكلمة من معنى، لأنّه تحمّل مسؤوليّة القيادة منذُ الصّغر.
وإنّنا نرى هذا التّسلسل المُبسّط في عملنا الكشفيّ، والّذي يساعد دائمًا على تيسير العمل، وتقليل الجهد والوقت، وزيادة الفعاليّة لأنشطتنا. فبعد الجدّ والعمل داخل هذه المجموعات نصلّ أخيرًا إلى تقارب وجهات النّظر داخل هذه المجموعات، وتكوين علاقات صداقة، وتنمية قدرات وشخصيّات، بعد أن كانوا من بيئات متعدّدة، لكُلٍّ منهم شخصيّته وبيئته ووجهة نظره.
وهنا أصبح للجميع مهمّات ومسؤليّات عليهم التّقيّد بها.
يقول بادن باول
يقود نظام الدوريات كل صبي ليرى ان لديه بعض المسؤولية الفردية لصالح دوريته